هذه اللعبة تأتينا كجزءٍ ثانٍ من لعبة لوست بلانيت – إكستريم كونديشن ، و لكن هذه المرة ستجري الأحداث في بيئة أشبه بالغابة المطرية بدلاً منها من كوكب ثلجي مهجور ، و لكنها بالتأكيد مغامرة لن ترغب في خوضها وحدك ، أتمنى لكم قراءة ممتعة.
هذه اللعبة ليست لعبة مصممة لتلعبها وحدك عزيزي القارئ ، و هي تتطلب أن تبقى على اتصال ما بين أفراد الفريق ، فلعبة لوست بلانيت 2 أخذت بالحسبان موضوع اللعب الجماعي ، ابتداءً من تصميم الزعماء و أهداف كل مرحلة و انتهاءً ... حسناً ، انتهاء بموضوع اللعب الجماعي عبر الشبكة ( أونلاين ) . و لأنها تركز بشكل كبير على موضوع التعاون ما بين أفراد الفريق ، فلوست بلانيت 2 ربما بهذا ستعزل قسماً من اللاعبين الذين لا يرغبون في اللعب مع صديق عبر الشبكة أو أن يتعاون مع قسم آخر لتحقيق الأهداف المشتركة .
و في النهاية ، أريد أن أقول أن هذا الجزء الثاني من سلسلة لوست بلانيت هو محاولة لتلافي أخطاء الجزء الذي سبقه ، و لكنه في الوقت ذاته أخذ اللعبة إلى منحىً مختلف تماما ، و لكن الانطباعات عن هذه اللعبة متحفظة ، يمكنك بالتأكيد يا عزيزي القارئ أن تستمتع بهذه اللعبة ، و أن تخوض مغامرة لا مثيل لها ، و لكن فقط إذا كنت مستعداً كي تخوض هذه التجربة مع الأصدقاء ( أو الغرباء )
التقييم النهائي : 7/10
و لكن أمر نمط اللعب لأكثر من لاعب ، حيث سيكون هذا المكان هو المكان المنشود و الذي سيقضي معظم اللاعبين وقتهم فيه عندما يقومون بإنهاء نمط القصة ، هو من أحد نقاط قوة هذه اللعبة ، حيث سيكون هناك أنماط معروفة مثل ، ديث ماتش ، و كينغ أوف ذا هيل ، و سيكون هناك أنماط إضافية مثل فيوجيتيف ( الهارب ) و الذي سيركز على أهمية حماية نفسك و التسلسل ، و هذه الأنماط الإضافية بالتأكيد ستكون شيئاً ممتعاً كي تمضي وقتك به ، سيكون هناك 10 خرائط لنمط اللعب لأكثر من لاعب ، و أظن أن هذا سيرضي الكثيرين لمدة لا بأس بها ، و لكن بقرار مثير للجدل من شركة كابكوم في موعد إصدار اللعبة ، أنه سيكون هناك خريطتان إضافيتان سيدفع اللاعبون ثمنهما إذا أرادوهما . هذا بالتأكيد سيعطيك الانطباع يا عزيزي القارئ بأن شركة كابكوم تعمدت الاحتفاظ بهاتين الخريطتين كي تجني منهما مالاً أكثر ، و هذا الأمر بالتأكيد سيكون مزعجاً بالنسبة للكثيرين ، و سيزعزع ثقتهم بالشركة ، و خصوصاً ممن هم أوفياء لهذه اللعبة و هم باقون على ولائهم لهذه السلسلة ، و مع ذلك ، و بالنظر إلى ما وراء أمر نمط اللعب لأكثر من لاعب ، فأنت على الأرجح يا عزيزي القارئ ستكون من الذين سينغمسون في الخيارات العديدة و المتنوعة في تصميم شخصيتك ، و هذا بالتأكيد سيطيل عمر هذه اللعبة عبر الشبكة ، سيكون هناك الكثير الكثير من الأسلحة ، و الألبسة ، و التعابير ( السخرية ، نداءات القتال ، الحركات ... ) و التي يمكن أن تحوز عليها من خلال لعبك للكثير من المباريات .
و لكن في هذه اللعبة سيئات إلى جانب ما أسلفت ذكره سابقاً ، فأمر الاستمتاع مع أفراد فريقك ستذهب متعته شيئاً فشيئاً بسبب التكرارية في المهام ، اقتل هذا ، قم بتفعيل هذا ، احم هذا ... إلخ ، ما أعنيه أنك ستقوم بإعادة هذه المهام عبر 6 أقسام من هذه اللعبة و بدون أن يكون هناك تغيير كبير فيما بينها ، و لا أقصد طبعاً أشكال المراحل ، و لكن ما أقصده هو الخصوم أيضاً ، فهذه اللعبة تعاني كما عانى الجزء الذي قبلها ، مشاكل مثل الذكاء الاصطناعي الضعيف للخصوم ( كان يجب عليهم أن يسموه بالغباء الاصطناعي ) و الرتم الممل للعبة ، من المحبط فعلاً أن هذه المشاكل تم تجاهلها في هذا الجزء أيضاً .
كي أكون منصفاً ، ما يحسب لمطوري هذه اللعبة هو أنهم قاموا بتحسين بعض نقاط الضعف التي كانت في الجزء الأول ، فمثلاً عندما كنت تتلقى ضربة ، كان وقت عودتك للوعي منها يتطلب وقتا طويلاً ، و بعد أن تستعيد التحكم ، كان من اليسير جداً على خصومك أن يسقطوك من جديد ، أمر السقوط مازال موجودا في هذا الجزء ، و لكن لن يتوجب عليك الخوف و القلق بشأنه عزيزي القارئ ( فلم أعانِ مثلما كنت أعاني في الجزء الذي قبله )، و أيضاً ، أمر الصحة كان مرتبطاً بشيء أشبه بالطاقة الحرارية ، و التي كنت تحصل عليها عن طريق تحطيم الأشياء و تدميرها ، كل ما كنت تقوم به في الجزء السابق ( المشي ، إطلاق النار ، التنفس ) كان يوجب عليك استهلاك هذه الطاقة ، و جعل هذا الجزء الأول معركة مع الزمن أيضاً ، حيث كان عليك أن تحسب حساب كل شيء تفعله ، أما في هذا الجزء ، هذه الطاقة الحرارية لم تعد تقيدك ، في الحقيقة ، يمكنك الآن أن تقوم بإعادة تعبئتها باستخدام أداة اسمها هارمونايزر ( المصحح ) ، البعض يتذمر بشأن هذه الإضافات ، ووجهة نظرهم هي أنها تجعل هذه اللعبة أسهل فأسهل ، هذا بالنسبة لمحبي الجزء الأول و الذين هم من اللاعبين الذين يحبون أن يكون كل شيء بالنسبة لهم تحدياً ، أما بالنسبة للجدد و الذين هم ليسوا بمهارة الذين أسلفت ذكرهم ، فهذه التغييرات بالتأكيد أمر مرحبٌ به .
و لكن كي تستمتع بلعبتنا هذه ، عليك أن تنتمي لمجموعة ترغب و تستمتع في التعاون مع الآخرين . أمر لعبك وحدك لهذه اللعبة أمر سيصيبك على الأغلب بالغضب ، ليس لأن اللعبة فاترة قليلاً ، و أن قصتها ليست مفهومة بشكل جيد ، حيث تجمع العديد من التناقضات و من ثم تربطها ببعضها بشكل ركيك في النهاية ، و لكن لأن هذه اللعبة تركز على موضوع التعاون ، و هذا على نقيض الجزء الأول ، الذي كان يركز على بطل واحد للقصة ، فلعبة لوست بلانيت 2 ستجعل في المراحل عدة مجموعات مختلفة من القراصنة و الفرق العسكرية ، كل منها يتكون من 4 أشخاص ، العديد من الأهداف التي يجب أن تتحقق حتى تنتقل أنت و رفاقك من مرحلة لأخرى يتطلب تعاوناً جماعياً و العمل بتنسيق ، فمثلاً أمر الدفاع عن منطقة من هجمات الخصوم و حماية المناطق الرئيسية فيها ، تنظيف المنطقة من وحدات الخصوم ، أو أن تلزم مكانك أنت و رفاقك و تدافعوا عن منطقتكم ريثما ينتهي الوقت المحدد ، و لكن من الجدير بالذكر أن أفراد الفريق الذين يتحكم بهم الكومبيوتر أغبياء ، غير ذي عون ، فهم ببساطة عبئ أكثر من كونهم عوناً .
من المعيب بحق هذه اللعبة أن أفراد الفريق ليسوا على مستوىً من الذكاء ، لأنك ستحتاج لأي مساعدة يمكن أن تحصل عليها في العديد من المهمات و في قتال الوحوش ، فمثلاً ، سيكون عليك أن تقضي على دودة عملاقة تزحف مع قطار متحرك جنبا إلى جنب ، و الطريقة الوحيدة لقتل تلك الدودة هي أن تطلق النار من مدفع كبير على متن هذا القطار ، و لكن أمر تشغيل هذا السلاح معقد قليلاً ، فله أربع أمور متعلقة بتشغيله ، نظام التبريد ، نظام الدوران ، منطقة أعادة تلقيم المدفع ، و حجرة الإطلاق ، و لا يمكنك التحكم فيها كلها من منطقة واحدة ، و لا يمكنك أن تقوم بإيعاز الأوامر لأفراد فريقك الأغبياء ممن يتحكم بهم الكومبيوتر ، نصيحتي لك ، هي أن تقوم بالدعاء على أمل أن يقوم أحد أفراد فريقك بأن يأتي بالقذيفة إلى منطقة التلقيم . تخيل كم سيكون الأمر مزعجاً لو أنك ستقوم بإيعاز الأوامر و لن ينفذها أفراد فريقك بالشكل المطلوب ، هذا بالتأكيد ما سيحدث عندما تلعب منفرداً ، و لكن يمكن أن تتفادى هذا فقط عندما تلعب مع آخرين عبر الشبكة و كل منهم له وظيفته الخاصة التي ستتفقون فيما بينكم عليها .
و ما يحسب لهذه اللعبة هو أن المراحل و الزعماء مصممة كي يتم التعاون من أجل إنهائها ، و لكن بدون المساعدة المناسبة من الشركاء في هذه اللعبة ، ستشعر أن هذه العناصر ليست ذا قيمة ، أو أن الزعماء أقوياء جداً و أن تصميم هذه اللعبة غير عادل ، و لكن إذا كنت تلعب مع أناس تستطيع التنسيق و التفاهم معهم ، فأظن أن ستستمتع كثيراً بهذه اللعبة بالتأكيد